رأس السنة (الميلادي) لم يتبق عليه الا ايام قليلة، والاستعدادات على قدم وساق لاحياء حفلات كثيرة في البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، واغلب هذه الحفلات التي تقام بمناسبة رأس السنة الميلادية فيها من المحرمات الشرعية والمخالفات القانونية مالا يخفى على اي عاقل، فتجهيز بعض المطاعم صالاتها للاغاني والرقص في جو يوحي وكأنهم في ملهى ليلي.
بعض الفنادق ربما سمحت بشرب الخمور واحياء تلك الليلة بإطفاء الاضواء والقبل الساخنة والتمايل و(الرقص) الفاحش، واختلاط الحابل بالنابل، وللأسف اغلبهم يتحدى القانون لان عنده (ظهر) يستند إليه!!.
بعض المخيمات التي ملأت (البر) من الآن يتم تجهيزها وتأجيرها وتوفير كل الوسائل المحرمة لمن يدفع تذكرة الدخول من الشباب والبنات، وبعض هذه المخيمات نصب في جزر قريبة تأكيداً منها لروادها انهم بعيدون عن عين القانون، وهذه المخيمات صارت مصدرا استثماريا لبعض الفاسدين في الارض وملجأ لمرضى القلوب واصحاب الشهوات.
بعض الشاليهات والمزارع والشقق والبيوت تستغل ايضا لحفلات رأس السنة، وكأن هذه الليلة يباح فيها كل حرام ويسمح فيها بكل منكر وفاحشة، ولا يعلم هؤلاء المساكين ان استحلال الذنب اعظم بكثير من ارتكاب الذنب نفسه.
كم من انسان قبضه الرب عز وجل وهو في قمة فجوره ونشوته، وكم من انسان نزل عليه ملك الموت وهو (سكران)، فساءت خاتمته وضاعت حياته وسيلقى الله جل وعلا وهو على هذه الحال!!.
فهل فكر اصحاب هذه المطاعم وبعض الفنادق ومن جهز مخيمه او مزرعته او شاليهه او منزله او شقته لاحياء ليلة رأس السنة بالمنكرات والفواحش، هل فكر في قول الله جل وعلا ?وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد? وهل علم اولئك الناس ان التوبة في اللحظات الاخيرة لا يقبلها الله جل وعلا؟! وهل علمت تلك الفتاة التي لا هم لها الا قضاء شهواتها أو حصولها على اموال قذرة محرمة، هل علمت انها صارت من جنود ابليس؟!! وانها جابت تضل الناس عن سبيل الله وتفتنهم عن دينه لارضاء شهواتها، فكيف لو رأت ملك الموت عند رأسها، وكيف بها لو شعرت بخروج الروح من جسدها؟ وكيف بها لو ادخلت ليلة رأس السنة الى قبرها، فماذا ستفعل؟! وهل سينفعها اصحابها و(قوادها)؟!!
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «ليأتين أقوام من امتي يستحلون الحرا - أي الزنا - والحرير والخمر والمعازف» وهؤلاء الناس موجودون بيننا - للأسف - وبكثرة، سيظهرون هذه الايام يصرخون ويتباكون لأن البلد تمنع بعض الحفلات هنا وهناك، ويذرفون دموع التماسيح لأن الخمور لا تباع في البقالات ولا تقدم رسميا في المطاعم، وهؤلاء الذين يصفون انفسهم (بالليبراليين) الذين يطالبون بتوفير الفواحش والسماح لفتح ملاه ليلية ومراقص وديسكوات بحجة عدم سفر من يطلبها الى بلاد اخرى!! هؤلاء المساكين هم المقصودون بهذا الحديث النبوي، ولهم جميعا اذكرهم بقول الله جل وعلا ?إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون?.
والى وزير الداخلية الذي ارجو رجوعه الى الوزارة مرة اخرى وارجو ان يجتمع بقياديي الوزارة وان يشجعهم على الاجتهاد في الليالي القادمة وخصوصا رأس السنة، وان يعلنها و(بكل صراحة) أن لا احد فوق القانون، وانه لا خطوط حمراء في القبض واعتقال المتجاوزين، وعلى كل ضابط في الداخلية ان يتقي الله اولا وألا يخاف في الله لومة لائم.
والى (بعض) اعضاء لجنة الظواهر السلبية رسالة تذكير ارجو ان تصل اليهم، وارجو ان يحذّروا الحكومة من تساهلها مع المتجاوزين، وليكن السجن والابعاد والمداهمة وسائل رادعة للمتكسبين على حساب الاخلاق والدين، فأصحاب الحفلات الحمراء اولى بهذه المداهمات من اصحاب الفرعيات!!.
والى كل مواطن غيور كن آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وتكلم بأعلى صوتك فإنك على الحق ولا تبالي، واتصل على رقم الطوارئ وابلغهم عن هذه التجاوزات الشرعية والقانونية، وان علمت مسبقا بشيء منها فيمكنك الاتصال على رقم (97671901)، ولعلنا نستطيع كشف بعض المفسدين أو نصحهم أو الاستعانة بالمسؤولين المصلحين في البلاد عليهم، هدى الله الجميع للالتزام بدين الله القويم، ووقانا واياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.