تحتفل الاسرة الاردنية غدا بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني السابع والاربعين قائد الوطن ومعزز نهضته الحديثة وراعي مسيرته نحو الرفعة والرقي والسؤدد والذي حقق جلالته انجازات واسعة على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية ، وخطت البلاد خطوات كبيرة نحو التقدم والازدهار حيث ارسى جلالته قواعد متميزة من العمل الايجابي والهادف والبناء انطلاقا من سياسة الاردن العربية والاقليمية والدولية.
والاسرة الاردنية وهي تحتفل بهذا العيد المديد لجلالته غدت سياسة الوطن انموذجا يحتذى في انتهاج سياسة ترتكز علي ثوابت حسن الجوار ، وعدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام القوانين والاعراف الدولية.
فقد حقق جلالته منذ ان تسلم سلطاته الدستورية في السابع من شهر شباط عام 1999 بعد وفاة الراحل الكبير جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.. انجازات كبيرة ومكتسبات عديدة وعمل اصلاحات عديدة لتطوير الاردن باعتبار ان حضارات الامم والشعوب تقاس بمدى ما تم انجازه من تقدم وتحقيق التضامن العربي وسعي جلالته لرأب الصدع وازالة الخلافات بين الدول ولتطوير التعاون المشترك تلك السياسة العقلانية التي تتسم بالواقعية والوضوح والتي رسمت سياسة مشتركة لمواجهة التحديات.. حيث كان التشاور والتنسيق والتفاهم مع قادة الدول مميزا خاصة في قمة الكويت التنموية حيث لعب جلالته دورا رياديا في تعزيز التضامن وازالة الخلافات بين القادة في هذه الظروف الحساسة والراااهنة التي تمر بها الامة العربية خاصة في ضوء العدوان الاسرائيلي الغاشم على اسرائيل وسعي جلالته الدائم لاحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة ، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ووقف الاستيطان الذي يقوض عملية السلام.
والواقع ان جلالة الملك عبدالله منذ ان تسنَّم حكمه المديد وهو يعمل بكل جهد واقتدار لدعم مسيرة التنمية وفق سياسة حكيمة اعدها جلالته بفكرة المتقد ، وعزيمته الثابتة لتحقيق العطاء الفكري والسياسي وتنفيذ الخطط والبرامج لترسيخ التحولات التي يشهدها الاقتصاد الاردني والافادة من السلبيات الماضية واعداد الخطط التي تستهدف ضمان استقرار متوسط الدخل الحقيقي الفرد بتوفير فرص العمل وتنشيط سياسة الخصخصة وإسهام جلالته في ارساء دولة المؤسسات وتحقيق الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها وعلى ارقى المستويات ليقوم المواطن بدوره في تحقيق هذه المجالات عبر السنوات الماضية.
ولعلَّ زيارات جلالته الى المحافظات ولقاءاته بالشيوخ والنسوة ونواب المناطق تمثل ترسيخا للشعور بالايجابية للتفاعل بين المواطنين لتحقيق التماسك والتضامن والولاء العميق للوطن وقيادته الملهمة ، خاصة وان هذه اللقاءات أسهمت في حشد كل الطاقات الوطنية وعلى كل المستويات من اجل المشاركة في المزيد من التقدم والرفاهية للمواطن في اطار سياسة وطنية واضحة المعالم.
لقد حرص جلالته في الدفاع عن قيم الاسلام ومبادئه حيث شدد جلالته عبر رسالة عمان على هذه المفاهيم والمضامين الاسلامية والتي عقدت في اردن العطاء العديد من لقاءات لقادة المسلمين لتحقيق الخير للانسانية. كما كرس جلالته للقضيتين الفلسطينية والعراقية ، من اجل تكريس المصالحة بين مكونات الشعب العراقي واعادة الامن والاستقرار في العراق الشقيق. حيث دعا جلالته في اكثر من مناسبة الى مساعدة الشعب العراقي ليقرر مصيره في بناء مؤسساته واقامة سلطته الوطنية بغية انهاء الاحتلال الاجنبي للعراق ووضع حد لعمليات الفوضى والعنف في العراق الشقيق.
بذل جلالته جهدا كبيرا بغية عصرنة الاردن ليكون انموذجا للتنمية وفي دفع عجلة التعليم والتطوير وتعزيز وتجذير الديمقراطية والأمن والاستقرار.. فجلالته لم يأل جهدا بتجسيد ومأسسة الديمقراطية والتعددية في الاردن انطلاقا من رغبة قائد هذه المسيرة في ان تظل سياسة الاردن قائمة على تعزيز وتعظيم الدور المحوري للعمل من اجل السلام والاستقرار الاقليمي حيث انضم الاردن مؤخرا الى منظمة التجارة العالمية واتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي مما ارسى قاعدة صلبة لادماج الاردن في الاقتصاد العالمي.
ولعل توجيهات جلالته بتوفير المساكن لذوي الدخول المحدودة والمتوسطة والاهتمام بالقوات المسلحة ورجال الأمن العام ومنحهم مبالغ نقدية والاسهام في بعض الشركات الوطنية يؤكد نهج القائد الصادق في تحقيق كل ما من شأنه رفع مستوى هذه الاجهزة الساهرة على أمن الوطن ، وعن الذود عن حياضه وخدمة الانسان.. فهذه الجهود والاعمال النبيلة التي نذكرها في عيد ميلاد جلالته تُعبر عن خصوصية العلاقة بين قائد الوطن والمواطنين والتي تضع المواطن في مقدمة الاولويات والاهتمامات لتستمر مسيرة العطاء لتحقيق المزيد من الانجازات التي اصبحت تعم كل ارجاء هذا البلد العزيز.
فخطابات جلالته وتصريحاته المتعددة والتي من شأنها معالجة قضايا الوطن والمواطنين ، وتلقي الضوء على القضايا الراهنة الحساسة تسهم ايضا من اجل توفير حياة كريمة للمواطنين ، وتدعو الى محاربة الفقر والبطالة والنهوض بمستوى الوطن والحد من مظاهر البيروقراطية وتجسيد الاصالة المعاصرة التي تسهم في تحقيق الانموذج الافضل للاردن ليظل عنصرا من عناصر قوته والحفاظ على تميزه من الانفتاح السياسي والاقتصادي وتبني مفهوم التنمية الشاملة والتي هي مهمة كل فرد في المجتمع المدني.. فهذه الخطابات واللقاءات والتي تتم في غمرة الاحتفالات الوطنية تكرس وتعزز الانجازات المتجددة في هذا الصرح الشامخ والذي يضيف في كل يوم المزيد من النجاح في مسيرة البناء والعطاء والتي تسير بخطوات ثابتة وحثيثة لدعم اسس هذا الوطن ووضع المزيد من اللبنات في هذا البناء القوي الذي يشيده الملك والذي يحظى برعايته خاصة وان الانجازات الاقتصادية وغيرها التي شهدتها مختلف المرافق العامة تعتبر سجلا مهما يحمل في طياته الكثير من البذل والعطاء والتنمية.
فهنيئا لجلالته بعيد ميلاده الميمون ، متمنين لجلالته العمر المديد لمواصلة مسيرة الخير والعطاء والبناء والتقدم التي يعيشها هذا الوطن والمتمثلة بمظاهر النهضة العمرانية والاقتصادية والاسكانية والتربوية والامنية الشاملة والارتقاء بشؤون المواطن والتي اضحت التجربة الاردنية انموذجا طيبا وصورة مشرقة ومضيئة ومتميزة للتطور الحضاري القائم على اسس وقواعد راسخة لاستشراف المستقبل المشرق الوضاء التي تسهم في توطيد الانتماء وتجديد روح العمل العربي انطلاقا من رؤية جلالته القومية الصائبة لتحقيق الاماني الوطنية والاستمرار في صون الحريات العامة.