حدثنا الواقدي قال حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد ب ني لهب ، إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين تريد ؟ قال الشام . قال لعلك من رسل محمد ؟ قال نعم أنا رسول رسول الله . فأمر به فأوثق رباطا ، ثم قدمه فضرب عنقه صبرا .
ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله فأسرع الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف ، ولم يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر جلس وجلس أصحابه وجاء النعمان بن فنحص اليهودي ، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم . فقال النعمان بن فنحص أبا القاسم إن كنت نبيا فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا ، إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمى مائة أصيبوا جميعا . ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة اعهد فلا ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا فقال زيد فأشهد أنه نبي صادق بار فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم اللواء ودفعه إلى زيد بن حارثة - لواء أبيض - مشى الناس إلى أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعونهم ويدعون لهم وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضا ، والمسلمون ثلاثة آلاف فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين . قال ابن رواحة عند ذلك
لكنني أسأل الرحمن مغفرة
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
وهي أبيات أنشدنيها شعيب بن عبادة .